الرئيسية
أحدث الصور
من طرف بضاعة جمال مبارك
السائد الآن في السوق السياسية أن جمال مبارك يقوم بتعديل علي جوقته الدعائية ويستعين بوجوه جديدة من الإعلام الخاص (المحايد!!) لإعادة تقديمه علي الشاشة الجماهيرية بديلاً عن رجاله الحاليين الذين شوهوا - كما جعله البعض يظن - نواياه وشوشوا علي مصداقيته وأكثروا أعداءه وعمقوا الفجوة مع خصومه بصياغاتهم الفظة وفجاجتهم المذهلة وإخلاصهم الدببي (نسبة إلي الدببة)، ويبدو أن جمال مبارك وهو يتعثر في طموحه ويرتبك في اختياراته انحاز لنصيحة مستشارين جدد من شركة العلاقات العامة الأمريكية التي استعان بخدماتها، وقد أشاروا عليه بقصص العجوزة والنوبة وقري الفقر وكذا بتغيير سياسة استفزاز الخصوم والاهتمام بالإعلام صاحب المصداقية في الشارع ومحاولة جذب أطراف في هذا الإعلام تساهم في تجديد صورته وتجميل دوره!
ولا شك عندي أن جمال مبارك بأدائه المصري رغم انبهاره الغربي سوف يحتاج إلي فرق الكاراتيه والأمن المركزي الإعلامي المحيطة به، كما سيستعين بفرقة الموشحات الأندلسية الجديدة التي ستغني الموشح المعتاد بتاع إن جمال حلو بس اللي حواليه مش حلوين، وإن الراجل ممتاز بس إنتوا فاهمينه غلط. لا يمكن أن يستغني جمال مبارك مع جهازه الأمني والدعائي عن المطاوي قرن الغزال في خناقات السياسة والإعلام رغم استجابته لتوظيف ميم مكان عين أو عين بديلاً عن سين في معركته الدعائية خلال الأيام القادمة التي يخشي جمال مبارك قبل غيره ألا يكون قد بقي منها أكثر مما مضي.
لكن القصة كلها تعبير عن جوهر أزمة جمال مبارك، حيث يعتقد أن المشكلة في التسويق وليس في البضاعة، فالرجل صاحب شركة أو شريك في ملكية شركة استثمار وأوراق مالية، ورجل الأعمال من هذا الصنف يعتمد علي الاستمالة والإغواء والإعلان والترويج والتسويق بصرف النظر عن المحتوي والمضمون أو البضاعة، فهي أوراق تشتري أوراقا وسندات تبيع سندات وخانة حسابات تدخل إليها وتخرج منها أرقام لا أحد يري البضاعة أو يحسها أو يلمسها أو ينتظر إنتاجها ونتائجها، أساسا مفيش بضاعة، فيه شاشة كمبيوتر عليها أرقام وأعداد!
هذه بالضبط هي مشكلة نجل الرئيس، فالبضاعة التي يقدمها لا يمكن أن تنفع معها أي محاولات تسويق وترويج مهما كان مندوبو المبيعات والتسويق الذين تعاقد معهم، لكن ليه بضاعة جمال مبارك سيئة غير قابلة للتسويق؟
طيب اتفضل حد يسوق لي الانتخابات التي شارك فيها وأدارها جمال مبارك وحزبه وتم تزويرها وتزييفها؟
حد يسوق لي أنه في منصبه ومكانه قال بكفاءته وليس بحمضه النووي!
حد يسوق لي حزبه الوطني الذي تحتكر أجهزته السلطة وتزور الانتخابات وتقمع وتقهر وتعتقل وتلفق التهم والقضايا والأحكام للخصوم والمنافسين!
بضاعة جمال مبارك فاسدة في محتوياتها وفي تعبئتها وتغليفها فهو إفراز نظام استبدادي يعيش علي قانون الطوارئ وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والزعيم الأوحد والفرعون الإله.
ثم هو نجل للرئيس هبط علي الحزب بالبراشوت وكل ما حدث ويحدث له ومعه وحوله فلأنه ابن حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، وأن البلد كله يتعامل معه باعتباره ابن الرئيس وهو يتعامل مع البلد كله باعتباره ولي العهد ويتصرف كأنه بلد أبيه فعلا ووالله ما قصر فهو بلد أبيه فعلا فلا يمكن أن يلف الرجل ويزور وهو يجر وراءه نصف الحكومة إلا إذا كان ابن الرئيس ولا يمكن أن يتصدر الصفحات الأولي إلا لأنه ابن الرئيس!
تسوق إيه بقي يا أستاذ جمال هنا حتي لو جئت بأتخن تخين أو أطول طويل، حتي لو كتبوا يمدحونك ويسوقونك ويتحدثون عن فضائلك علي ورق مصاحف وليس علي ورق صحف.. لن تنجح محاولتك، فالحقيقة التي يجب أن تصل إليك أن في مصر مليون رجل أفضل منك ألف مرة وأصلح لحكم هذا البلد لكن مشكلتهم فقط أنهم ليسوا أبناء الرئيس مبارك!
المصدر:جريدة الدستور
السائد الآن في السوق السياسية أن جمال مبارك يقوم بتعديل علي جوقته الدعائية ويستعين بوجوه جديدة من الإعلام الخاص (المحايد!!) لإعادة تقديمه علي الشاشة الجماهيرية بديلاً عن رجاله الحاليين الذين شوهوا - كما جعله البعض يظن - نواياه وشوشوا علي مصداقيته وأكثروا أعداءه وعمقوا الفجوة مع خصومه بصياغاتهم الفظة وفجاجتهم المذهلة وإخلاصهم الدببي (نسبة إلي الدببة)، ويبدو أن جمال مبارك وهو يتعثر في طموحه ويرتبك في اختياراته انحاز لنصيحة مستشارين جدد من شركة العلاقات العامة الأمريكية التي استعان بخدماتها، وقد أشاروا عليه بقصص العجوزة والنوبة وقري الفقر وكذا بتغيير سياسة استفزاز الخصوم والاهتمام بالإعلام صاحب المصداقية في الشارع ومحاولة جذب أطراف في هذا الإعلام تساهم في تجديد صورته وتجميل دوره!
ولا شك عندي أن جمال مبارك بأدائه المصري رغم انبهاره الغربي سوف يحتاج إلي فرق الكاراتيه والأمن المركزي الإعلامي المحيطة به، كما سيستعين بفرقة الموشحات الأندلسية الجديدة التي ستغني الموشح المعتاد بتاع إن جمال حلو بس اللي حواليه مش حلوين، وإن الراجل ممتاز بس إنتوا فاهمينه غلط. لا يمكن أن يستغني جمال مبارك مع جهازه الأمني والدعائي عن المطاوي قرن الغزال في خناقات السياسة والإعلام رغم استجابته لتوظيف ميم مكان عين أو عين بديلاً عن سين في معركته الدعائية خلال الأيام القادمة التي يخشي جمال مبارك قبل غيره ألا يكون قد بقي منها أكثر مما مضي.
لكن القصة كلها تعبير عن جوهر أزمة جمال مبارك، حيث يعتقد أن المشكلة في التسويق وليس في البضاعة، فالرجل صاحب شركة أو شريك في ملكية شركة استثمار وأوراق مالية، ورجل الأعمال من هذا الصنف يعتمد علي الاستمالة والإغواء والإعلان والترويج والتسويق بصرف النظر عن المحتوي والمضمون أو البضاعة، فهي أوراق تشتري أوراقا وسندات تبيع سندات وخانة حسابات تدخل إليها وتخرج منها أرقام لا أحد يري البضاعة أو يحسها أو يلمسها أو ينتظر إنتاجها ونتائجها، أساسا مفيش بضاعة، فيه شاشة كمبيوتر عليها أرقام وأعداد!
هذه بالضبط هي مشكلة نجل الرئيس، فالبضاعة التي يقدمها لا يمكن أن تنفع معها أي محاولات تسويق وترويج مهما كان مندوبو المبيعات والتسويق الذين تعاقد معهم، لكن ليه بضاعة جمال مبارك سيئة غير قابلة للتسويق؟
طيب اتفضل حد يسوق لي الانتخابات التي شارك فيها وأدارها جمال مبارك وحزبه وتم تزويرها وتزييفها؟
حد يسوق لي أنه في منصبه ومكانه قال بكفاءته وليس بحمضه النووي!
حد يسوق لي حزبه الوطني الذي تحتكر أجهزته السلطة وتزور الانتخابات وتقمع وتقهر وتعتقل وتلفق التهم والقضايا والأحكام للخصوم والمنافسين!
بضاعة جمال مبارك فاسدة في محتوياتها وفي تعبئتها وتغليفها فهو إفراز نظام استبدادي يعيش علي قانون الطوارئ وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والزعيم الأوحد والفرعون الإله.
ثم هو نجل للرئيس هبط علي الحزب بالبراشوت وكل ما حدث ويحدث له ومعه وحوله فلأنه ابن حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، وأن البلد كله يتعامل معه باعتباره ابن الرئيس وهو يتعامل مع البلد كله باعتباره ولي العهد ويتصرف كأنه بلد أبيه فعلا ووالله ما قصر فهو بلد أبيه فعلا فلا يمكن أن يلف الرجل ويزور وهو يجر وراءه نصف الحكومة إلا إذا كان ابن الرئيس ولا يمكن أن يتصدر الصفحات الأولي إلا لأنه ابن الرئيس!
تسوق إيه بقي يا أستاذ جمال هنا حتي لو جئت بأتخن تخين أو أطول طويل، حتي لو كتبوا يمدحونك ويسوقونك ويتحدثون عن فضائلك علي ورق مصاحف وليس علي ورق صحف.. لن تنجح محاولتك، فالحقيقة التي يجب أن تصل إليك أن في مصر مليون رجل أفضل منك ألف مرة وأصلح لحكم هذا البلد لكن مشكلتهم فقط أنهم ليسوا أبناء الرئيس مبارك!
المصدر:جريدة الدستور